بسم الله الرحمن الرحيم
أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخاتم الأنبياء وسيد المرسلين ، وأشهد أن المسيح عيسى بن مريم ( المدعو/ يسوع) هو عبد الله ورسوله إلى بني إسرائيل .
يستدلل بعض النصارى ببعض الألفاظ ليحتج بها على خصوصية و البنوة المسيح عليه السلام و منها أبن العلي و الابن الوحيد و البكر و الابن الحبيب و سرّّ الرب بالمسيح و كونه في حضن الأب
******
1/ يزعم النصارى بأن المسيح هو أبن العلي كما هو المذكور في العهد الجديد و بالتالي يدل على وجود طبيعة لاهوتية في المسيح
لكن بعد تفتيش العهد القديم و العهد الجديد نجد بأن لفظ أبن العلي قد شاركه فيه غيره و مثال على ذالك:
كما ورد بسفر مزمور 82/6 ((و بنو العلي كلكم ))
كما أطلق على تلاميذ المسيح في لوقا 6/35 (( أحبوا أعدائكم, و أحسنوا و أقرضوا, و أنتم لا ترون شيأ, فيكون أجركم عظيماَ, و تكونوا بني العلي ))
فهل يمكن أن نعتبر هؤلاء الحكام و تلاميذ و غيرهم أيضا فيهم طبيعة لاهوتية
******
2/ يزعم النصارى بأن المسيح هو أبن الحبيب كما هو المذكور في العهد الجديد و خاصة للمسيح عليه السلام فقط فهو يتفضل عليهم بطبيعة الحب الله له
لكن بعد التفتيش و البحث في العهد القديم و الجديد نجد بأن شارك كثيرون المسيح في هذا اللقب طبقا للآتي:
ورد في سفر التثنية 33/12 عن بنيامين (( ولبنيامين قال: حبيب الرب يسكن لديه آمنا, يستره طول النهار و بين مسكنه يسكن ))
و رد في سفر دانيال 9/23 من قول جبريل لدانيال (( في ابتداء تضرعاتك خرج الأمر.و أنا جئت لأخبرك أنت محبوب ))
ورد في سفر دانيال 10/9 (( يا دانيال أيها الرجل المحبوب ))
و أيضا 10/19 (( و قال لي لا تخف أيها الرجل المحبوب سلام لك ))
ورد في سفر نحميا 13/23 (( و كان محبوب إلى إلهه ))
و سفر صومائيل الثاني 12/24-25 (( فولدت أبنا فدعا أسمه سليمان. والرب أحبه و أرسل بيد ناثان النبي و دعي أسمه – يديديا --- من أجل الرب )) ويديديا معناه حبيب الله
و ورد في سفر هوشع 11/1 (( لما كان إسرائيل غلاما أحببته و من مصر دعوته أبني ))
و في سفر أشيعيا 23/9 (( بمحبته ورأفته فهو افتداهم و رفعهم و حملهم كل أيام القديمة ))
و في سفر الأيام الثاني 9/8 (( لأن إلهك أحب إسرائيل ))
و في سفر ملاخي 1/1-2 ((وهي كلمة الرب لإسرائيل عن يد ملاخي, أحببتكم قال الرب: و قلتم بم أحببتنا ؟ أليس عيسوا أخا ليعقوب.يقول الرب: و أحببت يعقوب و أبغضت عيسو )).
كما ورد في يوحنا 17/23 ((لأن ألآب يحبكم لأنكم أحببتموني ))
و في يوحنا 17/25-26 (( أما أنا فعرفتها. و هؤلاء عرفوا أنك أنت أرسلتني – وعرفتهم أسمك, و سأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به ))
و في رسالة إلى رومية 5/8 ((و لكن الله بين محبته لنا ))
و في رسالة إلى تسالونيكي 2/16 (( نحن نحبه لأنه أحبينا أولا ))
و نستنتج في كل ما سبق أن بنيامين حبيب الرب, و دانيال و سليمان محبوبان له. وأن الله تعالى أحب إسرائيل و الإسرائيليين الطاهرين و التلاميذ و النصارى المؤمنين الإيمان الحق. و عليه فليست محبة الله قاصرة على المسيح وحده عليه السلام بل إن كل الأنبياء و الأطهار و الباريّن الأخيار محبوبون للرب
******
3/ يزعم النصارى أن مما تميز به المسيح عليه السلام أن أطلق عليه لفظ الابن الوحيد كما ورد في يوحنا 2/18 و 3/16 و مرقص 12/2
إن عبارة "الابن الوحيد " في الكتاب المقدس لا تعني بالضرورة الانفراد و الوحدانية الحقيقية بل قد يقصد بها الحظوة الخاصة و المنزلة الرفيعة، يدل على ذلك أن سفر التكوين من التوراة يحكي أن الله تعالى امتحن إبراهيم عليه السلام فقال له: "يا إبراهيم! فقال: هأنذا. فقال: خذ ابنك وحيدك الذي تحبه، اسـحق، و اذهب إلى أرض المـريا... " تكوين: 22/1ـ2.
فأطلق الكتاب المقدس على اسحق لقب الابن الوحيد لإبراهيم، هذا مع أنه، طبقا لنص التوراة نفسها، كان اسماعيل قد وُلِد لإبراهيم، قبل إسحق، كما جاء في سفر التكوين: " فولدت هاجر لأبرام ابنا و دعا أبرام اسم ابنه الذي ولدته هاجر: اسماعيل. كان أبرام ابن ست و ثمانين لما ولدت هاجر اسماعيل لأبرام " تكوين: 16 / 15 ـ 16، ثم تذكر التوراة أنه لما بلغ إبراهيم مائة سنة بشر بولادة إسحـق (سفر التكوين: 17 / 15 إلى 20)، و بناء عليه لم يكن اسحق ابناً وحيداً لإبراهيم بالمعنى الحقيقي للكلمة، مما يؤكد أن تعبير " الابن الوحيد " لا يعني بالضرورة ـ في لغة الكتاب المقدس ـ معنى الانفراد حقيقة، بل هو تعبير مجازي يفيد أهمية هذا الابن و أنه يحظى بعطف خاص و محبة فائقة و عناية متميزة من أبيه، بخلاف سائر الأبناء، و لا شك أن محبة لله تعالى للمسيح و عنايته به أرفع و أعلى و أعظم من عنايته بجميع الملائكة و جميع من سبقه من الأنبياء لذا صح إطلاق تعبير: " ابني الوحيد" عليه.
بعد التفتيش و البحث نجد بأن هناك لفظ ليس أقل منه في الأهمية و هو وصف ( الابن البكر )) و الذي يعتبر أبن الوحيد أقل منه أهمية فقد أطلق على كثيرون طبقا للآتي:
كما ورد في سفر الخروج 4/22-23 (( هكذا يقول الرب: إسرائيل أبني البكر, فقلت لك أطلق أبني ليعيدني ))
و ورد في سفر أرميا 21/9 ((لأني صرت لإسرائيل أبا و أفرا يم هو بكري ))
و أفرا يم هو ثاني أولاد يوسف عليه السلام, كما أنه أطلق على سبط من أسباط إسرائيل
و ورد في المزامير 89/26-27 (( هي يدعوني: أنت أبي و إلهي و صخرة خلاصي. وأنا أيضا أجعله بكراَ فوق ملوك الأرض عليا ))
******
يزعم النصارى أن الله أختص بأن الرب سرٌّ بالمسيح كما وردت في متى 3/17 و وردت في مرقص 1/11 و لوقا 3/22
لكن بعد التفتيش العهد القديم و الجديد نجد بأنه سرٌَ بسليمان أيضا طبقا للآتي:
في سفر الأيام الثاني 9/8 (( ليكن مباركاَ الرب إلهك الذي سٌر بك, و جعلك على كرسيه ملكاَ ))
في مزمور 18/18-19 (( و كان الرب سندي , أخرجني إلى الرحب خلصني, لأنه سرّ بي ))
في سفر الأيام الأولى 28/4 ((أختار الرب يهوذا رئيسا. ومن بني يهوذا بيت أبي, و من بني أبي سٌّر بي فملكني على إسرائيل )) و يهوذا أحد أسباط اليهود
******
يزعم النصارى بأن المسيح وحده بكونه في حضن ألآب (أي الله ) كما في يوحنا 1/18
لكن بعد التفتيش العهد القديم و الجديد نجد أنه شاركه كثيرون في هذا الوصف طبقا للأتي:
في سفر مراثي أرميا 2/22 عن الإسرائيليين (( الذين حضنتهم و ربيتهم أفناهم عدوي )).
كما ورد في سفر التثنية عن يعقوب قوله لبنيامين ((حبيب الرب يسكن لديه آمنا, يسير طول النهار, و بين منكبيه يسكن ))
ولا جدال في أن ساكن بين المنكبين أقوى و أعلى من الجالس في الحضن
و نتحقق و نستنتج بأن هذا التعبير كبقية الألفاظ التي نفتش عنها و نجدها ألفاظ المجازي المعبرة
كما ورد في لوقا 16/23 و هذا تعبير قريب منه (( ورأى إبراهيم من بعيد و لعاز ر في حضنه ))
تقبلوا تحيات أخوكم فى الله أبو الفنون المغربى
منقول