لماذا وصف القرآن الكريم المسيح بلفظ (( وروح منه )) وحد دون غيره من الأنبياء

بسم الله الرحمن الرحيم


أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخاتم الأنبياء وسيد المرسلين ، وأشهد أن المسيح عيسى بن مريم ( المدعو/ يسوع) هو عبد الله ورسوله إلى بني إسرائيل .


البحث و المناقش المسائل حول (( الروح ))
لماذا وصف القرآن الكريم المسيح بلفظ (( وروح منه )) وحد دون غيره من الأنبياء

هل القرآن الكريم هو فقد من أقتصر عن " روح منه " أم أن الأسفار أيضا وردت ذالك ؟
معنى الإضافة إلى الله في الأسفار و القرآن الكريم




لماذا وصف القرآن الكريم المسيح بلفظ (( وروح منه )) وحد دون غيره من الأنبياء ؟

الجواب على ذالك:

1-- للرد طعن اليهود و المسيح بقولهم إن فيه روح شيطانية

2/--هو كثرة دوران لفظ روح على الألسنية قبل عصر المسيح عليه السلام و خلاله و بعده

3/-- للرد على طعن أقرباء السيد المسيح فيه بأنه مختل العقل


1 /-- للرد طعن اليهود و المسيح بقولهم إن فيه روح شيطانية

إذا أن أعداء المسيح المعاصرين له من اليهود, كانوا غير مصدقين أن ما به روح خيرية قداسيّ, بل كانوا يعتقدون أنه بالذات روح شيطاني – حشا المسيح و أستغفر الله ---

•ففي إنجيل مرقص 3/22 يقول عن المسيح عليه السلام (( وأما الكتبة الذين نزلوا من أورشليم فقالوا: إن معه بعلزبول, و أنه برئيس الشياطين يخرج الشياطين ))
•كما ورد في إنجيل مرقص للمذكور 3/30 عن المسيح قولهم ((لأنهم قالوا إن معه روحاً نجساً ))
•ورد بإنجيل يوحنا 7/20 قولهم عن المسيح ((أجاب الجميع و قالوا بك شيطان ))
•ورد في يوحنا 8/48 قولهم أيضا عن المسيح (( فأجاب اليهود, و قالوا له: ألسنا نقول حقاً إنك سامري و بك شيطان ))
•ورد في يوحنا 8/52 عنه أيضا ((فقال كثيرين منهم به شيطان و هو يهذي ))
•ورد بإنجيل متى 9/34 عنه قولهم (( أما الفرسيّين فقالوا برئيس الشياطين يخرج الشياطين ))
•ورد بمتى 12/24 ((و أما الفريسيّون فلما سمعوا, قالوا: هذا لا يخرج الشياطين إلاً بعلزبول رئيس الشياطين ))

3/-- للرد على طعن أقرباء السيد المسيح فيه بأنه مختل العقل

لم يكن اليهود وحدهم هم الذين رموا المسيح بما رموه بل اشترك أقرباء المسيح

•فقد ورد في إنجيل مرقص 3/21 عن أقرباء المسيح ((خرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا إنه مختل العقل ))

و اختلال العقل كان معروف في ذالك العصر و شائعاً بين القوم بأنه من أثر الأرواح الشريرة. وشاع هذا الطعن, وراجت قداسية أعداء المسيح, و تلقاه خلفهم عن سلفهم جيلاً بعد جيلاً حتى عصر رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فنطق القرآن الكريم في شأن المسيح عليه السلام بما ينفي عنه وصمة ما ألصقته أعدائه به قائلا (( وروحٌ منه )) أنه ليس كما يقول أعداؤه بأنه روح شيطانية شريرة.بل هو روح خيرية علوية قداسية
فالإتيان بكلمة (( منه )) بعد كلمة ((روحٌ )) إنما هو للإلماح بهذا المعنى اللطيف, و رداً على اليهود الذين كانوا يلقبونه ب (( بعلزبول )) طبقا لما ورد في متى 10/2

2 / -- هو كثرة دوران لفظ روح على الألسنية قبل عصر المسيح عليه السلام و خلاله و بعده

فلفظ روح: كان دائراً كثير على الألسنية قبيل عصر المسيح, و أكثر منه بعد عصره و أكثر كثير جداً منه بعد عصره. و كان الحديث بني إسرائيل, إذا كانوا يروق لذوقهم التعبير بهذا الفظ عند كل شيء فتراهم يقولون:

•(( وأرسل الرب روحاً رديا )) أنظر سفر القضاة 9/23
•((فمأيوب 4/15 وجهي )).سفر أيوب 4/15
•(( هي روح منكسرة)) أنظر مزمور 51/17
•(( وروح من فهمي يجبيني )) أنظر سفرا أيوب 20/3
•((فدخل في روح )) أنظر سفر حزيقال 2/2
•((لأن فيه روحاً فاضلة )) أنظر سفر دانيال 6/3
•((المولود من الروح هو روح )) أنظر إنجيل يوحنا 2/6
•((الله روح )) أنظر يوحنا 4/24
•((اثنين من روحك عليّ)) أنظر سفر الملوك الثاني 2/9
•((لكي تترنم لك روحي)) أنظر مزمورا 30/13
•(( لم تكن له روح أمينة الله )) أنظر مزمورا 78/2
•((أين أذهب من روحك)) أنظر مزمور 129/7
•((روحك الصالح يهديني)) أنظر مزمور 143/10
•((الله الذي أعبده بروحي)) أنظر رسالة إلى رومية 1/9
•((لم تكن لي راحة في روحي)) رسالة إلى كورنثوس الثانية 2/13
•((الذين سلامتهم روح حكمة )) أنظر سفر الخروج 28/3
•((روح أبيكم الذي تكلم فيكم)) أنظر متى 10/20
•((و يتقدم أمامه بروح إيلياء)) أنظر لوقا 1/17
• (( جارية بها روح عرافة)) أنظر سفر أعمال الرسل 16/16
•((أعطاهم الله روح سبات)) أنظر رسالة إلى رومية 11/8
•((روح الوداعة)) أنظر رسالة إلى غلانيطة 6/1
•((روح الإيمان)) أنظر رسالة إلى كونثوس الثانية 4/13
•((و ختم بروح الموعد)) أنظر رسالة إلى أفسس الأولى 1/13
•((أكلوا طعاما واحداً روحياً)) أنظر رسالة إلى كرونثوس 1 10/3
•((شربوا شراباً واحداً روحياً)) أنظر رسالة إلى كرونيثوس 1 10/4
•((بيناً روحياً)) أنظر رسالة الأولى لبطرس 2/5
•(( ولقد زرعنا لكم روحيات)) أنظر رسالة إلى كرونيثوس 1 9/11
•((أما التجديف على الروح )) أنظر متى 12/31
•((ببرهان روح )) أنظر رسالة إلى كرونيثوس الأولى 2/4
•((لا الحرف بل الروح )) أنظر رسالة إلى كرونيثوس الثانية 3/6
•((طوبى للمساكين بالروح )) أنظر متى 5/3
•((ختان القلب بالروح )) أنظر رسالة إلى رومية 2/29

نستخلص في كل ما تقدم أن تعبيرات اليهود كلها و وقتئذ تدول حول الروح حتى الطعام و الشراب و الزرع فترهم يقولون طعّام روحي ّ, و شراب روحيّ, زرع روحيّ
و لذالك وصف الله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم السيد المسيح عليه السلام بأنه روح منه

تقبلوا تحيات أخوكم فى الله أبو الفنون المغربى