بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
1- يدعون أن القرآن يطلب من أهل الإنجيل الحكم بالكتاب معنى هذا أنه لم يحرف !!
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [المائدة : 47]
الرد : (((الآية التالية هي في الشبهة رقم 2 )).
في مختصر تفسير ابن كثير للصابوني :
{وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل اللّه فيه} قرىء {وليَحكُم} أي وآتيناه الإنجيل ليحكم أهل ملته به في زمانهم. وقرىء {وليحكم} بالجزم على أن اللام لام الأمر، أي ليؤمنوا بجميع ما فيه وليقيموا ما أمروا به فيه وبما فيه البشارة ببعثة محمد والأمر بإتباعه وتصديقه إذا وجد، كما قال تعالى {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ...الآية } (6 سورة المائدة}. وتفسير الآية السابقة كما في المصدر السابق:
يقول تعالى: قل يا محمد: {يا أهل الكتاب لستم على شيء} أي من الدين حتى تقيموا التوراة والإنجيل، أي حتى تؤمنوا بجميع ما بأيديكم من الكتب المنزلة من اللّه على الأنبياء، وتعملوا بما فيها، ومما فيها الإيمان بمحمد والأمر بإتباعه صلى اللّه عليه وسلم والإيمان بمبعثه والإقتداء بشريعته، ولهذا قال ليث بن أبي سليم عن مجاهد في قوله { وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ }: يعني القرآن العظيم..
2- يدعون أن القرآنالكريم جاء مصدقا" للتوراة والإنجيل كما في:
قول الله تعالى ( َأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ .. الآية48 سورة المائدة.)
الرد : حسب ما جاء بمختصر تفسيرابن كثير للصابوني : {مصدقا لما بين يديه من الكتاب} أي من الكتب المتقدمة المتضمنة ذكره ومدحه، وأنه سينزل من عند اللّه على عبده ورسوله محمد صلى اللّه عليه وسلم، وقوله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال ابن عباس: أي مؤتمناً عليه، وعنه أيضاً المهيمن: الأمين، قال: القرآن أمين على كل كتاب قبله. وقال ابن جريج: القرآن أمين على الكتب المتقدمة قبله، فما وافقه منها فهو حق، وما خالفه منها فهو باطل.
تفسير البغوي "مصدقا" لما قبله من الكتب في التوحيد والنبوات والأخبار وبعض الشرائع " .
3- يدعون أن القرآن الكريم يطلب من النبي الاستشهاد بالكتاب المقدس مما يعني عدم تحريفه حتى ظهور الإسلام !:
قال الله تعالى : ( فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) [يونس : 94] .
الرد :
أ-بقية الآية الكريمة التي لا يأتون إلا ببدايتها عند استشهادهم هي( لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ) هي رد كاف.
ب- هل لو كان الرسول عليه الصلاة والسلام قد افترى القرآن, هل كان سيقول هذا في القرآن !؟.
ج- في اللغة يتم استخدام أداة الشرط إن في حالة بعد الاحتمالية ويتم استخدام إذا في حالة قرب الاحتمال.
د- جاء في مختصر تفسير ابن كثير للصابوني: هذا شرط، والشرط لا يقتضى وقوعه، ولهذا جاء عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "لا أشك ولا أسأل".
هـ - في التفسير الميسر: فإن كنت -أيها الرسول- في ريب من حقيقة ما أخبرناك به فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك من أهل التوراة والإنجيل, فإن ذلك ثابت في كتبهم, لقد جاءك الحق اليقين من ربك بأنك رسول الله, وأن هؤلاء اليهود والنصارى يعلمون صحة ذلك, ويجدون صفتك في كتبهم, ولكنهم ينكرون ذلك مع علمهم به, فلا تكوننَّ من الشاكِّين في صحة ذلك وحقيقته.
4- يدعون أن القرآن يشهد أن الذين أنزل عليهم الكتاب كانوا يعرفون الكتاب كما يعرفون أبناءهم فمعنى ذلك أنه لم يكن حُرف كما في الآية:
قال الله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (146) سورة البقرة
الرد : الضمير في قوله (يعرفونه) لا يعود على الكتاب بل على النبي (صلى الله عليه وسلم) ؛ ففي تفسير الجلالين:{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ } أي محمداً { كَمَا يَعْرِفُونَأَبْنَاءَهُمُ } بنعته في كتبهم قال ابن سلام: (لقد عرفته حين رأيته كما أعرف ابنيومعرفتي لمحمد أشدّ( .
وفي مختصر تفسير ابن كثير للصابوني:
يخبر تعالى أن علماء أهل الكتاب يعرفون صحة ما جاءهم به الرسول صلى اللّه عليه وسلم كما يعرف أحدهم ولده.
5- يدعون أن القرآن يذكر أن حكم الله موجود بالكتاب المقدس مما يعني أنه لم يحرف !!وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ [المائدة : 43]
الرد : كما ذُكر من قبل أن الكتاب المقدس يختلط فيه كلام الله تعالى مع كلام البشر وقد نزلت الآية في اليهود الذين ذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ليحكم في رجل وامرأة وقعا في الزنا, فأنزل الله تعالى الآية السابقة التي تبين أن الحكم موجود عندهم في التوراة ولم يتغير من ضمن ما بدل وتغير فيها . والحكم موجود حتى الآن بسفر التثنية كما يلي:
التثنية 22 :22وَإِذَا ضَبَطْتُمْ رَجُلاً مُضْطَجِعاً مَعَ امْرَأَةٍ مُتَزَوِّجَةٍ تَقْتُلُونَهُمَا كِلَيْهِمَا، فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكُمْ.23وَإِذَا الْتَقَى رَجُلٌ بِفَتَاةٍ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ آخَرَ فِي الْمَدِينَةِ وَضَاجَعَهَا، 24فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى سَاحَةِ بَوَّابَةِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ، وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا....
في التفسير الميسر:
إنَّ صنيع هؤلاء اليهود عجيب, فهم يحتكمون إليك -أيها الرسول- وهم لا يؤمنون بك, ولا بكتابك, مع أن التوراة التي يؤمنون بها عندهم, فيها حكم الله, ثم يتولَّون مِن بعد حكمك إذا لم يُرضهم, فجمعوا بين الكفر بشريعتهم, والإعراض عن حكمك, وليس أولئك المتصفون بتلك الصفات, بالمؤمنين بالله وبك وبما تحكم به.
ونص الحديث:عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (أن اليهودجاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم برجل منهم وامرأة قد زنيا فقال لهم كيف تفعلونبمن زنى منكم قالوا نحممهما ونضربهما فقال لا تجدون في التوراة الرجم فقالوا لا نجدفيها شيئا فقال لهم عبد الله بن سلام كذبتم فاتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقينفوضع مدراسها الذي يدرسها منهم كفه على آية الرجم فطفق يقرأ ما دون يده وما وراءهاولا يقرأ آية الرجم فنزع يده عن آية الرجم فقال ما هذه فلما رأوا ذلك قالوا هي آيةالرجم فأمر بهما فرجما قريبا من حيث موضع الجنائز عند المسجد فرأيت صاحبها يجنأعليها يقيها الحجارة).[44]
6- يدعون أن القرآن يطلب من الرسول عليه الصلاة والسلام سؤال أهل الكتاب !.
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [النحل : 43]
الرد: الخطاب في بداية الآية للمفرد وهو الرسول عليه الصلاة والسلام, ثم تحول الخطاب للجمع فالمقصود به ليس الرسول عليه الصلاة والسلام كما في التفسير.
في التفسير الميسر:
وما أرسلنا في السابقين قبلك -أيها الرسول- إلا رسلا من الرجال لا من الملائكة, نوحي إليهم, وإن كنتم -يا مشركي قريش- لا تصدقون بذلك فاسألوا أهل الكتب السابقة, يخبروكم أن الأنبياء كانوا بشرًا, إن كنتم لا تعلمون أنهم بشر.
تقبلو تحيات أخوكم فى الله أبو الفنون المغربى
abu_alfonon@live.nl